زخات عمر ..
الزيارات:

Unknown | 10:24 م |



تقلبين أوراق التقويم الهجري فإذا أنت في آخر يوم يسبق رمضان أو قبل آخره بيوم .. تعود بك الذاكرة إلى ثمانية عشر رمضانا كنت فيها .. و ها أنت تتأهبين لاستقبال رمضانك التاسع عشر في حياتك القصيرة ..

تسعة رمضانات أولى لاتعي الذاكرة منها شيء سوى جرف السنين و دوامات التاسعة صباحا المدرسية .. لا زلت تتذكرين صباح ذهابك المدرسة مبكرة في رمضانك العاشر لتهمسي في أذن صديقتك بأنك أصبحت أختا لثالث مرة و تمضين بسعادة قبل أن تلحظي إبتسامتها التي بادلتك إياها بنفس سعادتك ..  

تمضي السنتين التاليتين برمضانين تجترهما الذاكرة على استحياء و آمال كانا ميلادها قبل أن تغتال في رمضانات أخرى ..


رمضانك الثالث عشر لا شيء يميزه سوى رائحة المرحلة المتوسطة التي كنت في أول سنواتها و أختك التي انضمت لعائلتك قبل هلاله بخمس أيام ..

تسير الحياة بعدها برتابة نفضت عنك بها ما تبقى من غبار المتوسط لتكوني طالبة ثانوية امتهنت الكتابة في أول رمضان ثانوي لها دون أن تعلم ما جدوى ما تكتبه ..

بعدها بدا الحلم مزهرا .. أخضرا .. أحال حياتك لجنان ظللت تسرحين فيها و تمرحين إلى أن قتل في رمضان رئي هلاله قبل عام !! ..

رمضانك التاسع عشر اليوم .. بدا بنفسجيا بخططك .. و رماديا بضبابية حياتك فيه .. أمل بنيته للمرحلة الجامعية ثم تهاوى عندما علمت أنك قيد الانتظار .. حياة لم يعد يغري بالبقاء فيها شيء و لا حتى أيام الأعياد التي تمارسين فيها صخبا مصطنعا لتثبتي لقلبك أنك ما زلت تنبضين .. مستقبلا يغتال كلما شب .. و آمال تودع الأيام كلما اقترب تحقيقها ..

ها أنت اليوم تمسكين ورقة التقويم بحيرة لم تكن تعرفك .. و تمسحين ماء مالحا انساب من عينيك و أنت التي لم تكن تعرف الضعف يوما .. ها أنت اليوم على شفا حفرة من موت يبتعد عنك كلما اقترب منك لتوقني بأن غرة ما .. و انشغالة منك ستنهيك ..

لم تعودي مبتسمة .. متفائلة .. و ذات أمل .. حتى بعدما تركت أحلامك للريح .. و نمت دون قلق على شيء !! ..

هناك 3 تعليقات:

  1. كثيرا ما نمسك روزنامة اليوم لنقرأ.. على جبين الشمس هناك من خط الأقدار :)

    ردحذف
  2. مساء العطر عبير

    للذكريات هنا نسيم قديم ورائع

    يتجدد مثل فتح قنينة عطر فيملىء

    المكان بجمال الأمس وجمال اليوم

    يقولون أن بعض الاشجار حينما تكبر

    يزداد ظلها وأن الجمال مع الزمن تبقى

    ملامحه كذلك السعادة حينما تولد من جديد

    في أرحام امالنا والأمنيات دوماً تتجدد

    أننا مثل الأثار كلما كبرنا زادت قيمتنا

    وأصبحنا نادرين

    دمتم بكل سعادة وهناء

    ردحذف
  3. أ . علي الملا

    د. ريان

    شكرا منهمرة على التواجد


    أصبحت حياتنا حكر تلك الروزنامات ..

    تعيدنا لماض سعيد ..

    و آخر يئن بألم ..

    نطمح بقلب صادق أن يبقى لها أثر الجمال !! ..

    دمتم كما تحبون

    ردحذف