شتات على حائط الثامنة عشر ..
الزيارات:
الزيارات:
Unknown | 3:18 م |
شتات على حائط الثامنة عشر..
v إطلالة ..
تنفس الصباح .. و عبق الورد .. فكان اسمي .. و كنت عبير .. أول حفيدة لجدي .. و أول مولود لوالدي ّ .. كانت طفولة مثيرة .. لم أشعر فيها بطعم الوحدة .. لوجود خالي الذي يكبرني بستة أشهر .. ارتكبنا معا كل شقاوة الطفولة .. ببراءة لا تعرف للنقاء حدود ..
v توأم روحي ..
أربعة أعوام كانت كفيلة بإطلالة فرد جديد على عائلتي .. فتاة صغيرة كالقمر .. أمها أمي .. و والدها والدي .. إلا أنها لم تحظى برؤية جدي كما حظيت أنا !!.. أستطيع أن أعترف أنه تملكني بعض الشعور بالغيرة .. و إلا فكيف .. فبعد أن كنت مدللة الجميع .. جاء من ينافسني على مكانتي !!..
v غربة إلى حيث الوطن ..
سنتان بعدها و أنا أضع شتاتي الممزق في غربة أعدها وطنا .. و أودع وطنا كان أشد غربة .. ألتقي بوالدي .. و أنتمي لأرض لم تنجبني إلا أن حبها تملكني .. بعد أن أنهيت مرحلة الروضة في الوطن الغريب ..
v إبتدائية البداية ..
كروتين سنوي .. استقبلتني ابتدائيتي على وقع بكاء شديد .. و رفض أشد .. أسبوع تمهيدي .. و ابتدأت الدراسة .. و معها التأقلم ..
~ محطات ~~~
محطات كثيرة تلك التي استوقفتني في المرحلة الابتدائية إلا أن ما بقي أثره إلى اليوم هو أنها شهدت ميلاد أول كتاباتي ..
v متوسطة الأنين ..
كان حلما يوم التخرج منها .. بقدر روعتها كان أنيني يتضاعف .. أصعب المراحل العمرية نذرت تلك المدرسة لها نفسها .. فاحتضنت تقلباتها .. و مواقفنا .. و ما تعلمناه منها .. و أنين داخلي لم يتوقف ..
v أروع المراحل ..
ثانوية هادئة .. لملمتني بعدما كدت أفقدني .. احتضنتني و احتضنت أمنياتي .. عدت فيها إلى ذاتي .. وسط ثلة ممن سكنت إليهم روحي .. و غدت أيامي هناك نور لا يعرف للخبو طريقا ..
~ تحية إجلال ~
لكل من درسني و لا سيما معلمات ثانويتي .. و أخص منهن مرشدتي الأكاديمية .. و من كانت معي في كل أيامي ..
v منعطف النهاية ..
كانت رائعة .. منذ دلوفي إليها كل صباح .. و وضع عباءتي في خزانة كتبي .. فوقوفي على منصة الإذاعة .. و تجهيز كتب الحصص الثلاث الأولى في حقيبتي .. صعود نحو بدايات نبض الحصص .. دخول إلى القاعة .. أنشطة شتى و مغادرة .. تنقل بين القاعات في سعادة تحفنا .. و سرعة نسابق بها الريح لئلا نصل بعد انتهاء الخمس دقائق !!..
v تاسعة البهجة ..
ننتظر بصبر شديد .. مختلسين النظر إلى ساعاتنا .. حتى يطعن عقرب الدقائق الرقم ثلاثة .. يليه جرس انتهاء الحصة الثالثة .. و بداية الفسحة ..
v غرفة الدعم .. و الممرات ..
المكان اللذين احتوانا بكل ما أوتيا من قوة .. و استطاعا تخزين كل ذكرياتنا و بسماتنا و ضحكاتنا .. و .. تمكنا من تنبيهنا أن ثمة واجب يستحق الحل قبل أن نعد كتب الثلاث حصص التالية ..
v رابعة .. و خامسة .. و سادسة ..
هبوط مستمر في معدل الطاقات بينهن .. لا سيما إذا صاحب ذلك إرهاق من الليلة السابقة .. يرفع ذلك الهبوط .. تنبيهات .. تنوع أساليب .. و ربما تعليقات تلطف الجو .. أو تواصل خفي بين الصديقات ..
v صلاة .. و ما أدراك ما فسحتها ..
تلك قصة بمفردها .. موعد التخطيط للمشاريع .. و التحدث عن مغامرات شخصية .. و رحلات برية .. و ربما قصص متنوعة .. أو قسط راحة قصير قبل آخر حصة .. و نسيان أنها ما وضعت إلا للصلاة .. سوى من رحم ربي و أجل أعماله إلى ما بعدها ..
v سابعة ..
هي سابعة .. و أخيرة .. و نوم .. و تجديد انتباه قدر الإمكان .. خصوصا إذا كانت فيزياء أو رياضيات .. جرسها أكثر ما يكون مرتقبا فيها ..
v وداع ثم مغادرة ..
ثلة منا امتهنت البقاء لخمس دقائق أخرى بعد جرس السابعة .. لترتيب بعض الكتب .. و للوداع على أمل اللقاء غدا .. ثم انتظار بعد المرور على مراقبة اليوم إلى حين قدوم السيارات الخاصة بنا ..
v توثيق .. نهائي ..
مضت تلك الأيام و لاسيما الثانوية .. إلا أن قلبي لازال يتنزه في أرجائها كلما حلت به غربة ..
بضع أحلام .. و بقية ابتسامات .. أكملنا بها رحلة الاثني عشر عاما .. و مضينا كل إلى دربه ..
مرحلة أخرى تستحق التوثيق .. واقتناص روائعها .. تنتظرنا في عامنا القادم ..
التسميات:
شتات على حائط الثامنة عشر..
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
رائعة
ردحذفماشاء الله تبارك الرحمن..وصفت فأبدعت
سعيدة بك كثيييرا
حماك الله يامبدعة
أختك ومتابعتك/عبير محارب
و أنا أسعد بمرورك عبورة ..
ردحذففقدتك و الله