أراه من نافذتي ..

يوم بلا جاذبية ..

يتقافز جسدي محاولا الجلوس على الأريكة ..

أو التشبث بأقرب كرسي ..

أو حتى الإمساك ببعضي ..

يرتفع قلمي لأعلى ..

تصاحبه ورقتي ..

يجذبانني بشدة ..

أختلس النظر إلى الشارع الرئيسي ..

الجميع كان يرمي خيوطه لأعلى عله يستمسك بالسماء ..

أجهزة الحاسب الآلي في محل تقنية المعلومات بجوارنا قد طارت ..

حتى الذاكرات التي كان يصلحها المهندسون تبعثرت في الأرجاء ..

لأول مرة أرى سيارات طائرة تقل أناس لا يعلمون أين منتهى رحلتهم ..

يرتفعون ثم ما يلبثون أن يهبطون دون أي توازن يذكر أو حتى رغبة في الحديث لمن يشاطرك الارتفاع ..

إشارات المرور هي الأخرى بدأت بالتصاعد ..

حتى ظننت أننا بحاجة إلى (( ساهر )) في الفضاء أيضا ..

لاشيء بقي على وتيرته ..

و لا حتى تلك المباراة النهائية التي تشوق الجميع لمعرفة من صاحب الحظ السعيد بحمل كأس الذهب الذي استهواه الطيران كالآخرين ..

قطط طائرة كتلك التي لا نراها إلا في الرسوم المتحركة ..

عباءات حجبت ضوء الشمس بعد أن تجردت من صويحباتها في زمجرة ذلك اليوم ..

لا تفاصيل بقيت كما هي ..

لا شيء تماما ..

حتى الجبال الراسيات و الأغصان المتسلقات و الأبراج و العمائر الشاهقات ..

الجميع امتهن رحلة فضائية بلا موعد ..

بلا قرار ..

بلا تفكير ..

حتى ذلك الرضيع الذي آلمني صوت بكائه و أمه تحاول إمساكه و ضمه إليها و هو لا يفقه شيئا سوى أن هنالك شيء ما يبعده عنها ..

يوم عظيم ..

لم يدع للآباء مجالا للعودة إلى أعمالهم فقط للتحليق مع أبنائهم ..

كل فرد حلق في مكانه ..

و ارتفع بمسافات تختلف عن الآخر ..

و لم يستطع أن يقرب إليه من يراه من أحبابه ..

بدا منظرا غريبا ..

غريبا حد شدة العجب ..

و ازدادت غرابته مع ظهور أول بوادر الظلام و حلول ليل النوم على وسائد السحب و أسرة الفضاء ..

يوم لا يكف اللسان فيه عن ترديد سبحانك ربي ما أعظمك !! ..
أكمل النبض() ..

ميلاد غريب!!
الزيارات:

Unknown | 7:21 م | اترك أثرا :)!
لوهلة بدا كل شيء غريبا ..

حتى أنا لم أعد كما اعتدتني ..

أحاول الإمساك بي أو بأي طرف يخصني دون يحرك ذلك ساكنا ..

لم أستطع التعرف على طريق منزلي و لا حتى على اللوحات التي لم تكل عيني من ملاحقتها كل يوم ..

حتى سيارة والدي لم أتعرف على لوحتها ..

و لم أهتد إلى رقمها سبيلا ..

حاولت إنهاء تلك المعاناة بالاتصال على والدي لكني أضعت رقمه هو الآخر و بدت الأرقام الكثيرة في ذاكرة جوالي لا تمت لي بصلة بعد أن تجردت من الأسماء ..

أظنه قد حان الوقت لأتعرف على نفسي مجددا ..

بعيدا عن أي قناع ..

في منأى عن أي ازدواجية ..

فقط أتعرف علي أنا ..

بدون أية مؤثرات ..

في عالم يخلو من كل شيء إلا مني ..

قرأتني طويلا و علامات الحيرة لا تفارقني ..

و عينان تلمعان بشدة من فرط حبات اللؤلؤ المجتمعة عليها التي ما تلبث أن تسقط على شكل دموع تغسل ما تبقى من بسمات بعد أن اكتسيت بالحيرة بمختلف أنواعها ..

لم تعد تجدي تلك الصورة التي رسمتها عن نفسي ..

كانت مجرد تصور لا أكثر ..

وسط تجاهلي لكثير من الاستجداءات النابعة من الأعماق ..

أرهقتها معي كثيرا و مع ذلك لم أعطها عمل يليق سوى جمع استجداءاتي و حذفت مني نهائيا و كأن الرحمة قد غيبت مني ..

أتساءل بعد كل ما حدث ..

غريب أمري عندما أبتسم في وجه طفل ..

و أفسح له المجال للحديث عما يريد ..

في ظل تهميشاتي المستمرة لأعماقي التي لم يوقظني صوتها إلا عندما قدمت دعواها لضميري ..

أعلم جيدا كم تردد في إخباري عما ورده من مشاكل ..

و بالأخص تلك التي تخصني و الموقعة من أعماقي ..

شعرت بأنه ود لو لم أستمع له و هو يدسها بين القضايا و يستعمل فيها ما شاء من أساليب البلاغة ..

فتارة كناية و أخرى تورية و لم ينسى إخراجي عن المضمون بالسجع ..

إلا أني استوقفته هذه المرة و طلبت منه فتح ملف القضية كاملا و دون تشبيه ..

و حذرته من مغبة الكناية و وضعت السجع في رأس قائمة الممنوعات ..

فاستجاب لطلبي و سرده خاليا من أية محسنات ..

علمت حينها أني وأدت نفسي ..

وأدتها دون أن تحركني استجداءاتها ..

دون أن تؤثر في نفسي نداءاتها ..

فقط كنت أسير وفق ما تمليه أهوائي ..

بعد أن نحيت عقلي من منصبه ..

و لا زلت في التفاوض فيمن يحل محله ..

في قضية الوأد تلك ..

اعترفت بكافة تفاصيلها ..

و تعهدت بوضع كل شيء في محله ..

و عدت لقلمي بعد أن كان موقوفا معي ..

لفرط ولائه و تأييده لي ..
أكمل النبض() ..