أعتقد أن العنوان ليس غريبا .. لكن ما استثارني أنني كنت أستمع لصلاة العشاء في مسجد حينا .. و إذ بالقراءة - التي لم تجذبني من ذات المسجد يوما - في أسوأ حالاتها أشبه ما تكون بكلمات متقاطعة تتلى .. حيث إن الإمام يفصل كل كلمة عن التي قبلها و كأنه عائد من مسابقة جري ألف ميل ..
إمام آخر - كانت أذني تسمعه - فقد كل المقومات التي تحسن القراءة من علم التجويد .. فعلى الرغم من معرفتي البسيطة بأساسيات هذا العلم إلا أنني صدمت من ترقيقه للمفخم و تفخيمه للمرقق و إضاعته للأحكام و مروره عليها مرور الكرام حتى أني رجوت الله أن يرزق المصلين الصبر على أئمتهم ..
أظن أن مهنة كإمامة المساجد تتطلب مؤهلات كما غيرها من المهن .. و ليس كل من ( هب و دب ) أصبح إماما لمسجد !!.. كما أن نداوة الصوت و الإلمام بالأحكام التجويدية شرط مهم لأن تدخل القراءة شيئا فشيئا إلى قلب المأموم و جنانه .. فبالإضافة إلى المراجعات التي التي تقام للأئمة يجب جدولة زيارات مفاجئة تقوم برصد مدى إتقانه في تلاوته و صلاته .. و صدى وقعه على المصلين و لو بلقاءات ميدانية مع مصلي الحي ..
أمر آخر و هو قضية ( الأذان ) .. فكلنا نعلم أنه عندما قدم الصحابي إلى المصطفى - صلى الله عليه و سلم - يروي له الرؤيا التي رآها و التي تشتمل على كلمات الأذان .. طلب منه الرسول - صلى الله عليه و سلم - أن يعلمها لبلال - رضي الله عنه - لأنه ( أندى منه صوتا ) و الملاحظ اليوم يجد أن أغلب المساجد تعتمد على غير الناطقين ( بالعربية ) كمؤذنين حتى و إن لم يكونوا ( أندى ) صوتا من العرب ناهيك عن عدم إجادتهم لبعض مخارج الحروف فينطق (( محمد )) (( مهمد )) في (( أشهد أن محمدا رسول الله )) ..
نحتاج كثيرا أن نراجع الاستراتيجيات المتبعة لاختيار الإمام و المؤذن ليكونوا عونا - بعد توفيق الله - على جذب أكبر قدر ممكن من المصلين في أزمة القحط التي تشهدها مساجدنا بدلا من أن يكونوا معاول ( هدم ) لكل من قرر أن يلتحق بالصلاة يوما ..


0 التعليقات:

إرسال تعليق